روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | لماذا.. لا أشعر بالفرح؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > لماذا.. لا أشعر بالفرح؟


  لماذا.. لا أشعر بالفرح؟
     عدد مرات المشاهدة: 4968        عدد مرات الإرسال: 0

أنا احس دائما بالحزن لا اشعر بالفرح لااعرف ماهو السبب انني لااحب الحياه اتمنا الموت عل الدوام انني ابتسم امام الناس حتا لايروا حزني ولكن في أعماقي حزينه جداا

هل يمكن ان يكون بسبب الحب لأنني احببت شخصا وتركني قبل سنتين ولكني الى الان احس بالتعب \فماذا افعل ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم .. الفاضلة زهرة حفظها الله وأسعدها في الدنيا والآخرة .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بارك الله فيك لاتصالك بموقع المستشار وطلب الاستشارة من أجل تحسين حالتك النفسية، وهذا يعتبر تطورا ايجابيا مهما للتخلص من المعاناة التي تمرين فيها حسب رسالتك، وهي بداية طريق الشفاء بإذن الله تعالى، لأن ذلك يدل على وجود وعي أو بصيرة لديك لتلك الحالة. في البداية أود أن أقول أن الحزن هو من الانفعالات الطبيعية التي تظهر على الإنسان بين الحين والآخر ولفترة محدودة، وعدم ظهوره عند شخص يعني أنّ هناك اضطراب ما! لكن إذا ما طالت الفترة التي يعاني منها الإنسان من الحزن لتشمل معظم ساعات النهار على مدى أسبوعين أو أكثر، وكانت مصحوبة بصفات أخرى كعدم وجود متعة في الحياة، ونقصان الوزن أو زيادته خلال شهر لأكثر من 5% من وزن الشخص (وهذا يأتي بسبب اضطراب الشهية)، واضطراب النوم (زيادة أو نقصانا)، وقلة الحركة أو زيادتها، والتعب المستمر.

والشعور بالذنب بشكل مبالغ فيه وغير واقعي، وقلة التركيز وعدم قابلية اتخاذ القرار، والتفكير المستمر بالموت وربما التفكير بالانتحار أو القيام فعليا به يعني وجود اضطراب الاكتئاب. حيث أن وجود خمسا من هذه الصفات التشخيصية (التي يجب أن يكون من ضمنها الشعور الحزين أو عدم المتعة في الحياة) يعني أن الشخص يعاني من اضطراب الاكتئاب. لم تذكري في رسالتك تفصيلات حول وجود مثل هذه الأعراض من عدمها، وذكرت فقط أنك حزينة ولا تشعرين بالفرح وتتمنين الموت وكذلك تشعرين بالتعب. كما أنك لم تذكري شيئا عن أدائك المدرسي وهل حصل تدهورا فيه في السنتين الأخيرتين أم لا؟

يمكن أن يظهر الاكتئاب في سن المراهقة، وقد يكون ظهوره لأسباب عديدة منها: التغيرات البيولوجية التي تحصل في الجسم (من زيادة الطول والوزن وإفراز الهرمونات)، والعوامل الاجتماعية التي تتمثل بلعب دور الكبير بعد أن انتهت فترة الطفولة، والوراثة، والتفاعلات (التجارب) التي يمر بها الإنسان في هذه الفترة (كالتجارب العاطفية، المشاكل العائلية...الخ)، كل ما ذكرناه سابقا يمكن أن يكون سببا في ظهور اضطراب الاكتئاب. والاكتئاب يمكن أن يكون خفيفا أو متوسط الشدة أو شديدا. ويكون العلاج (بعد أن يتم التشخيص من قبل طبيب اختصاصي) بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب.

وهي عديدة ومتنوعة، إضافة إلى تبني السلوك الصحي في الحياة، الذي له دور كبير في تحسين الحالة واستمرار ديمومة التحسن حتى بعد توقف العلاج. والسلوك الصحي يشمل عدة فعاليات منها تقوية الناحية الإيمانية (عبر إقامة الصلوات في أوقاتها، والصوم، قراءة القرآن الكريم، وكثرة الدعاء والتيقن بالإجابة....الخ)، ومزاولة الرياضة بشكل مستمر (يفضل أن يكون يوميا)، والاهتمام بالنوم، والتواصل الاجتماعي مع من تثقين فيه وتحبيه (سواء كان من الأسرة أو خارجها)، وإجراء تمارين الاسترخاء بشكل مستمر، والتغذية المتوازنة والتفكير الايجابي وما إلى ذلك.

إن فشلك في الحب شيء طبيعي، ولا يعتبر نهاية العالم! فأنت لست الأولى ولا الأخيرة التي تمر بتجربة عاطفية غير ناجحة، وأنت لا تزالين شابة صغيرة والمستقبل أمامك إن شاء الله تعالى، فما عليك إلا نسيان الماضي والاهتمام بدراستك والاستعداد لدخول الجامعة بحول الله.

إذن أود أن أنصحك أن تزاولي السلوك الصحي في الحياة على مدى أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وإذا لم يحصل تحسن في الناحية النفسية فعليك حينئذ بزيارة الطبيب لكي يقوم بإجراء الفحوص اللازمة ومن ثم وصف العلاج الضروري.

الكاتب: أ.د. مروان محمد الشربتي

المصدر: موقع المستشار